أولا:الاتباع
الاتباع يأتي على معنيين اثنين:
1.ضد الابتداع ، ويراد به اقتفاء هدي النبي صلى الله عليه وسلم
والسير على سنته دون مخالفتها .
2.تتبع العالم وما استدل به من الكتاب أو السنة أو الاجماع. ويقوم
الاتباع في كلا المعنيين على الحجة والدليل، فالعمل بقول الرسول صلى الله عليه
وسلم وفعله اتباع ؛ لأنه مبني على الحجة القاطعة ، وهي أمر الله تعالى باتباع
رسوله صلى الله علبه وسلم والأخذ عنه.
ثانيا:التقليد
التقليد: هو قبول المقلد قول غيره بلا حجة ولا دليل ، ومنشؤه
التعصب والجهل والهوى.
موقف الإسلام من التقليد:
حرص الإسلام على بناء العقلية العلمية التي تعتمد على الدليل
والبرهان وترفض الأهواء والعواطف عند بحثها عن الحقائق ، فحذر من كل تقليد يؤدي
إلى رد الحق ورفضه. كما ذم الذين يفكرون بعقول غيرهم فيعدلون عن اتباع الرسل إلى
ما نشأ عليه أباؤهم، ويقومون بتقليدهم فيأخذون عنهم كل حسن وقبيح دون حجة ولا
برهان.
مخاطر التقليد على عقل المسلم:
اهتم الإسلام ببناء العقل الحر الباحث عن الحقيق، الطليق من إسار
التقليد، واتباع الظنون والأهواء، لأن الظن لا يغني من الحق شيئا ، والأهواء تعمي
وتصم دون وعي، والعقل المكبل بأغلال التقليد للماضين، والانبهار بالثقافات
البشرية، هو عقل غير مأمون على تحصيل المعرفة الصحيحة، والوصول إلى الحقيقة
الصريحة.
التقليد في الأحكام الفقهية:
ينقسم التقليد في الأحكام الفقهية؛ وهو العمل بقول المجتهد من غير
معرفة دليله معرفة تامة، إلى قسمين:
1.تقليد جائز: وهو أن يتبع المسلم العامي مذهبا من المذاهب الفقهية
الصحيحة ، أو يتبع رأي أحد العلماء المعروفين بالتقوى والورع، والمشتهرين بين
الناس بالعلم
2.تقليد مذموم: وهو أن يعتقد المسلم أنه يجب عليه اتباع مذهب معين
اتباعا مطلقا يتقيد به في كل حال ، ولا يجوز له الخروج عنه.
![]() |
المصدر:
الكتاب المدرسي لمادة التربية الاسلامية للصف الثاني عشر |